مقدمة عن الطاقة في سوريا
تنعم سوريا بالوقود الأحفوري كما تنعم بموارد الطاقات
المتجددة. حيث يوجد مخزون احتياطي كبير من الغاز الطبيعي
وعلى الرغم من ذلك فالانخفاض السريع في إنتاج النفط
والمخزون النفطي سيؤثر بشكل سلبي على النمو الاقتصادي،
الذي بلغ معدله 4,5 % في السنوات الثلاث السابقة، ويعود
ذلك بشكل أساسي إلى النفط, فقد انخفض إنتاج النفط في العام
الماضي بمقدار 394000 برميل في اليوم عن ذروته البالغة
604000 برميل يومياً عام 2007 (يقدر الانخفاض 6,5% عن
العام الماضي)، وسيستمر إنتاج النفط بالتقلص حتى نفاذ
الاحتياط وهو ما يتوقع حدوثه خلال عشر سنوات. أما في الوقت
الراهن فإن النفط يشكل أكبر مشاركة في إمدادت الطاقة
الأولية، يتبعه الغاز الطبيعي، ولكن حصة النفط ستتناقص في
ميزان الطاقة بشكل مطرد حيث يستبدل بالغاز الطبيعي كنتيجة
للاستراتيجيات الوطنية.
بلغ استهلاك الطاقة الأولية في سوريا عام 2007 حوالي23,5
مليون طن مكافئ نفطي ويتوقع أن يزداد إلى 45,21 مليون طن
مكافئ نفطي بحلول عام 2020، وإن ازدياد معدل التنمية بهذا
الشكل سيؤدي إلى زيادة الضغط على احتياطي سوريا من الوقود
الاحفوري. حيث أن توليد الكهرباء يستهلك 35% من الطاقة
الأولية، ففي عام 2007 كانت الطاقة المنتجة حوالي 42000
غيغا واط ساعي ويتوقع ارتفاعها إلى 96000 غيغا واط ساعي
عام 2020، مع العلم أن شبكة التزويد بالطاقة الكهربائية في
سوريا تصل إلى 99% من السكان.
بلغت الاستطاعة الكلية المركبة في نهاية عام 2006 حوالي
7037 ميغا واط بينما تقدرالاستطاعة الفعلية المتاحة 6008
ميغا واط، وتغطى هذه الاستطاعة بواسطة المحطات البخارية
بنسبة مشاركة 50,4% والمحطات الغازية بنسبة مشاركة 18,8%
والمحطات المركبة بنسبة مشاركة 9,1% والمحطات الكهرومائية
بنسبة مشاركة 22,07%. أما ذروة الطلب على الطاقة فقد بلغت
6008 ميغا واط وذلك في 27 \12\2005.
هناك وعي ودعم عالمي لوضع وسائل مستدامة بيئياً لتوليد
الكهرباء. أما بالنسبة لسوريا فإن معظم الطلب على الطاقة
يتوقع تغطيته في المستقبل القريب من مصادر الطاقة التقلدية
المطلقة لغازات الكربون، وهذا الوضع سيكون له آثار بيئية
سيئة على المستوى المحلي والعالمي بسبب ازدياد إنبعاثات
غازات الدفيئة. حيث بلغت إنبعاثات هذه الغازات الناتجة عن
قطاع الطاقة في سوريا حوالي24,97 مليون طن من ثاني أكسيد
الكربون عام 1990 و خلال عام 2007 كانت هذه الإنبعاثات
حوالي67 مليون طن ويتوقع أن تزداد إلى 80 مليون طن بحلول
عام 2010، لذلك يجب أن يكون هناك تخفيض في إنبعاثات هذه
الغازات من أجل التحرك نحو مستقبل مستدام للطاقة في سورية،
ويمكن تحقيق ذلك بشكل جزئي باستخدام تكنولوجيا الطاقات
المتجددة، ولا سيما الطاقة الريحية والطاقة الشمسية
والطاقة الكهرومائية وطاقة الكتلة الحيوية .